
كتبت : شروق صلاح
شهد امتحان وكلاء اللاعبين الذي نظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا يوم 18 يونيو خللًا تقنيًا واسعًا تسبب في إقصاء عدد كبير من المتقدمين من مختلف الدول عن استكمال الاختبار وهو ما أثار موجة غضب وانتقادات حادة ضد النظام الرقمي الجديد المعتمد من فيفا حيث ظهرت شكاوى من المملكة المتحدة وتركمانستان والنيجر وغيرها من البلدان توضح تعرض المتقدمين لمشكلات في الاتصال وانقطاع مفاجئ عن منصة الامتحان الرسمية.
امتحان وكلاء اللاعبين فيفا الذي يعتبر البوابة الرسمية للعمل في قطاع وكلاء كرة القدم أصبح يعتمد على منصة إلكترونية موحدة تتضمن اختبارا مكونا من عشرين سؤالا بنظام الاختيارات المتعددة غير أن هذا التحول الرقمي أثبت محدودية جاهزيته حيث أشار أحد المتقدمين في النيجر إلى أنه فقد الاتصال بالمنصة لمدة 25 دقيقة ولم يتبق له سوى عشر دقائق فقط للإجابة وعند ظهور النتيجة لاحقا ظهرت بعض الإجابات فارغة رغم تأكيده أنه أجاب عنها.
عدد من المتضررين أكدوا أنهم تلقوا وعودا بإعادة الامتحان لاحقا لكنهم فوجئوا برسائل رسمية من فيفا تخبرهم أن موعد المحاولة التالية سيكون في يونيو 2026 دون توضيح رسمي لأسباب الرفض أو منحهم فرصة بديلة وهو ما وصفه البعض بغياب الشفافية والتمييز في المعاملة إذ سمح لفئة محددة بإعادة المحاولة يوم 30 يونيو فيما تم تجاهل باقي المتقدمين.
المتقدمون أبدوا استياءهم الشديد من هذه المعاملة مؤكدين أنهم التزموا بكافة الشروط وسددوا الرسوم واستعدوا جيدا لكن في النهاية تم تجاهل حقوقهم دون تفسير أو إنصاف وقد نقلت صحيفة الغارديان البريطانية جانبًا من هذه الشكاوى وأشارت إلى أن فيفا ترفض التعليق الرسمي على الواقعة وتكتفي بمعالجة كل حالة على حدة.
المثير للجدل أن منصة الامتحان التي تعتمد عليها فيفا لم تقدم أداءً يليق بحجم المنظمة الدولية إذ أكد عدد من المتقدمين أن الخلل كان من المنصة وليس من أجهزتهم أو الإنترنت لكن لم يتم الاعتراف بذلك رسميًا وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة النظام الرقمي الجديد على تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.
ويخشى كثير من المتابعين أن يصبح امتحان وكلاء اللاعبين فيفا أداة إقصاء بدلًا من أن يكون معيارًا موحدًا لاختيار الأكفاء في هذا المجال مؤكدين أن اعتماد امتحان واحد فقط في العام دون آليات مرنة للطوارئ أو إعادة سريعة يعكس قصورا تنظيميا كبيرا من فيفا في التعامل مع أخطاء قد تكون كارثية للبعض.